أصدقاء رائعون
ُأصيب صبي شاب بمرض السرطان وأدخل المستشفى لعدة أسابيع حيث كان يتلقى علاجاً كيميائياً وإشعاعياً. وأثناء العلاج فقد جميع شعره.
في طريق عودته إلى البيت من المستشفى شعر بالقلق، ليس من السرطان بل من الإحراج الذي سيشعر به عندما يذهب إلى المدرسة برأس اصلع. وكان قد قرّر أن يرتدي باروكة أو قبعة. عندما وصل إلى البيت مشى أمام الباب وأضاء الأنوار. ورأى أمراً فاجأهه فقد كان هناك حوالي خمسين من أصدقائه يقفزون ويهزجون مردّدين بصوت واحد: مرحباً بعودتك إلى البيت!
نظر الصبي حول الغرفة ولم يصدّق عينيه. كان كل أصدقائه الخمسين حليقي الرؤوس!
ألا يسرّنا أن يكون لنا أصدقاء يهتمون بنا ويتلمسون آلامنا ويتعاطفون معنا
لدرجة أن يضحوا بأي شئ مهما كان صغيراً أو رمزياً طالما كان ذلك يشعرنا
بالاحتواء والسلوى والمحبة؟
**من الصعب في عالم اليوم أن تعثر على مثل أولئك الأصدقاء.** **
معنى ذلك
*أن تحب الآخرين كما هم*
هذه القصة عن جندي عاد أخيراً إلى أرض الوطن بعد أن شارك في القتال في
فيتنام. وقد اتصل بوالديه من سان فرانسيسكو ليقول لهما: أنا عائد إلى البيت لكني أطلب منكما خدمة. لدي صديق وأريد أن اصحبه معي إلى البيت"
"بالتأكيد" .. رد الوالدان "ونحن نحب أن نراه ونقابله"..
قال الابن: لكن هناك أمراً يجب أن تعرفاه. صديقي لحقته إصابة جسيمة أثناء
القتال، إذ خطا فوق لغم ارضي وفقد إحدى ذراعيه وإحدى ساقيه، وليس هناك ثمة مكان يذهب إليه وأنا أريد أن أحضره معي كي يعيش معنا"
رد الأب: يحزنني أن اسمع ذلك لكن يا ولدي يمكن أن نساعده في البحث عن مكان
ليعيش فيه"
أجاب الابن: لا يا والدي العزيز. أنا أريده أن يعيش معنا
قال الأب: يا ولدي! أنت لا تعرف صعوبة هذا الأمر، فرجل بمثل تلك الإعاقة
سيكون عبئاً عظيماً علينا، لدينا حياتنا وليس بوسعنا تحمّل أن يتدخل أحد في
خصوصيتنا، وأعتقد أن عليك أن تعود إلى البيت وتدع الرجل يتدبر أمره فسوف لن
يعدم الوسيلة ليهتم بشأنه
وفي تلك اللحظة انقطع الاتصال ولم يسمع الأبوان أكثر من ذلك.
لكن بعد بضعة أيام تلقيا اتصالاً من شرطة سان فرانسيسكو. قيل لهما: لقد توفي
ابنكما بعد أن صدمته إحدى السيارات وهو يعبر إحدى الطرق.
هرع الوالدان المصدومان إلى سان فرانسيسكو وُأخِذا إلى ثلاجة الموتى كي يتعرفا
على جثة ابنهما.
هناك تعرفا على الجثة. لكن الأمر الذي أرعبهما هو انهما اكتشفا شيئاً لم يكونا
يعرفانه. كان الابن بذراع وساق واحدة!
الوالدان في هذه القصة لا يختلفان عن الكثيرين منا. قد نحب بسهولة أولئك الذين
يتميزون بمظهرهم الأنيق ويشيعون حولهم المرح والسعادة والمتعة، لكننا لا نميل
إلى الأشخاص الذين يجعلوننا نحس بالحزن أو الشفقة أو عدم الارتياح.
وفي معظم الأحيان نفضل الابتعاد عن الناس الذين لا يتمتعون بنفس القدر من الصحة
والأناقة والذكاء الذي ننعم به نحن.
أحبّوا الآخرين كما هم!
هذه هي الرسالة*
الصندوق الذهبي
عاقبت أم ابنتها ذات الأعوام الأربعة لأنها أفسدت لفة من ورق التغليف
المذهّب. وقد ثارت ثائرة الأم عندما حاولت الطفلة تزيين صندوق كانت تريد وضعه
تحت شجرة الميلاد. ومع ذلك أحضرت الطفلة الصندوق إلى أمها صباح اليوم التالي
وقالت لها: هذا لك يا أمي!
أحست الأم بالحرج وندمت على رد فعلها المتسرّع لكن سرعان ما اشتعل غضبها عندما
تبين لها أن الصندوق كان فارغا!
فصرخت في الطفلة: ألا تعرفين أنك عندما تقدمين إلى شخص ما علبة فإنه يفترض أن
يكون هناك شيء ما داخلها؟
نظرت الطفلة الصغيرة إلى والدتها والدموع تترقرق في عينيها وقالت: أمي .. إنه
ليس فارغا. فقد أودعت فيه قبلاتي لك"!
في تلك اللحظة شعرت الأم بالانسحاق. طوّقت الصغيرة بذراعيها واحتضنتها وضمّها
إلى صدرها متوسلة منها السماح!
ويقال بأن الأم ظلت تحتفظ بذلك الصندوق الذهبي بجانب سريرها لسنوات طوال، وكلما
أحست بالإحباط كانت تعمد إلى الصندوق فتخرج منه تلك القبلات المتخيلة وتتذكر حب
تلك الطفلة التي كانت قد وضعته هناك.
وفي الحقيقة فإن كلاً منا نحن البشر ُأعطي صندوقاً ذهبياً مملوءً بحب غير مشروط
وقبلات من أطفالنا وأفراد عائلاتنا وأصدقائنا ومعارفنا. وليس بوسع إنسان أن
يمتلك ما هو أغلى أو اثمن من ذلك الحب.
*********
** الفراشــة!** **
في أحد الأيام وجد رجل فراشة تقبع في شرنقتها.
وجلس يراقب الفراشة لعدة ساعات بينما كانت تجاهد لتدفع بجسدها من خلال ثقب صغير في الشرنقة. ثم بدا أنها عاجزة عن إحراز المزيد من التقدم، وكان واضحا أنها لم تعد قادرة على الذهاب أبعد مما فعلت. لذا قرّر الرجل أن يساعد الفراشة. أخذ
مقصاً وشق به الجزء المتبقي من الشرنقة. بعدها خرجت الفراشة بسهولة. لكن بدا
جسمها متورماً وجناحاها صغيرين ذابلين.
استمر الرجل يراقب الفراشة لأنه كان يتوقع في أية لحظة أن يكبر الجناحان ويمتدا
إلى أن يصبحا قادرين على دعم جسمها. لكن شيئاً من ذلك لم يحدث! وفي الحقيقة قضت الفراشة بقية حياتها تزحف وتدور بجسمها المتورّم وجناحيها المتغضّنين ولم يكن بمقدورها أن تطير أبداً.
ما لم يفهمه الرجل على الرغم من عطفه وتسرّعه هو أن الشرنقة المحصورة وروح
العزيمة التي كان مطلوبا من الفراشة إظهارها كي تنفذ من خلال الفتحة الصغيرة
كانت الطريقة الوحيدة التي تمكّن الفراشة من ضخّ السائل من جسمها إلى جناحيها
كي تستطيع الطيران بمجرّد أن تظفر بحرّيتها وتخرج من الشرنقة.
في أحيان كثيرة تكون العزيمة هي السلاح الذي نحتاجه في هذه الحياة. ولو كنا
نعيش حياتنا بلا مشاكل ولا منغّصات أو عقبات لأصابنا الشلل والعجز ولما كنا
أقوياء. ولما استطعنا أن نطير