بسم الله الرحمن الرحيم
> السلام عليكم وورحمة الله وبركاته
> ..... قبل إنقطاع التيار الكهربائي كانت " الأم " تجلس في ركنها المعتاد
> وأمامها الشاي ( وعدة الشاي ) ..
> و فوق الطاولة الخشبية المستديرة أطباق الخبز المقطع والكعك والكاكوية .
> في هذا الركن تفوح رائحة الخميرة والكمون
> و رائحة الكاكوية المحمصة المتماوجة بألوان الذهب ..
>
> في هذا الركن ترتسم صورة " الأم " الذائبة بألوان الأصالة والتقاليد .
> بين يديها إبرايق الشاي ، وفي فمها أمثال وحكم
> وفي ذاكرتها حكايا الأطفال المتوارثة عن الأمهات والجدات
> نادت " الأم " البنات والأولاد بأسمائهم .. [ لكن .. ]
> أحداً لم يستجيب لـ ندائها ..
> الكل مشغول بهواياته وواجباته المدرسية وعوالمه .. ،
> وضعت " الأم " يدها على خدها ..
> وعادت بها الذاكرة إلى أيام كانوا صغاراً يتوسدون ركبتها
> وينامون على صدرها ويتحلقون حولها عند تناول الوجبات
> واليوم لا أحد يكثرت في أن يشاطرها هذه [الجلسة الطيبة ]
> التي انقرضت عند الكثير من العائلات ..
>
> الإبن الأكبر يقابل الحاسوب وكأنه في حالة معركة مع الدنيا ..
> البنات منشغلات بأحداث الحلقة الأخيرة من المسلسل العربي المشهور ..
> الصغير منسجم مع ألعابه الإلكترونية الحديثة ..
> الأب ينتظر مكالمات ستأتيه من أصحابه المهمين ..
>
> أعادت " الأم " نداءها أكثر من مرة إلى أن تلبسها اليأس والملل
> لا أحد يُقدر مدى تعبها طوال اليوم ..
> لا أحد يدري مدى حاجتها للحوار مع أسرتها ..
>
> إنقطع التيار الكهربائي [ فجأة ] ..
> وقرقعت الأجهزة الكهربائية معلنة حالة توقفها ..
> ساد الظلام .. وساد الصمت والترقب ..
> جاء " الأب " حاملاً شمعة أنارت المكان .. ،
> في هذه اللحظة جميعهم أقبلوا وألتفوا حول " الأم "
> تركوا خلفهم الظلمة والأجهزة الساكنة وأصبحت هذه الشمعة محور إهتمامهم ..
>
> إمتدت أصابعهم لالتقاط قطع الخبز المعجون بالكمون
> انفتحت أكفهم للإمساك بحبات الكاكاوية ..
>
> على ضوء الشمعة أقترب الأبن الأكبر من والده
> وشرح له باستفاضة كل المشاكل التي يعانيها في عمله الجديد ..،
> الأبنة الكبيرة حدثت والدها عن مشروع تخرجها ..،
> الصغار شاركوا وقالوا كلاماً كثيراً ..،
>
> [ أنتبـه ] الأبن الأكبر إلى أن " أمه " لم تأكل أي شيء ..
> وعندما سألها أجابت أن أسنانها ماعادت صالحة والفك به بعض الالتهابات ..
>
> للمرة الأولى يعلم البن الأكبر أن " أمه " تعاني من مشكلة ما ..
> إقترب وأمسك بيدها والقليل من تأنيب الضمير دعاه
> لأن يسألها منذ متى وهي تعاني من هذه الآلام .. ؟
>
> وكان هذا السؤال بحد ذاته كافياً لأن يجعلها تستريح .. !
> بدأت الشمعة تذوب والحوار لا زال على أشده ..
>
> مضى الوالد .. ربما لـ يأتي بشمعة أخرى .
> إلا أن التيار الكهربائي سرعان ما عاد ..،
> وسرعان ما عاد كل واحد إلى جهازه .
> وبقى على " الأم " أن تستشعر استمتاعها بهذه [ اللمـة ]
> التي باتت تفتقدها مع الأيام ..
> الأسرة عاشت تقاربها الذي حققه هروب التيار .. كما يعتقد الجميع ..
> ولا أحد يعلم أن الوالد هو الذي أطفأ التيار وهو الذي أعاده ..
> السلام عليكم وورحمة الله وبركاته
> ..... قبل إنقطاع التيار الكهربائي كانت " الأم " تجلس في ركنها المعتاد
> وأمامها الشاي ( وعدة الشاي ) ..
> و فوق الطاولة الخشبية المستديرة أطباق الخبز المقطع والكعك والكاكوية .
> في هذا الركن تفوح رائحة الخميرة والكمون
> و رائحة الكاكوية المحمصة المتماوجة بألوان الذهب ..
>
> في هذا الركن ترتسم صورة " الأم " الذائبة بألوان الأصالة والتقاليد .
> بين يديها إبرايق الشاي ، وفي فمها أمثال وحكم
> وفي ذاكرتها حكايا الأطفال المتوارثة عن الأمهات والجدات
> نادت " الأم " البنات والأولاد بأسمائهم .. [ لكن .. ]
> أحداً لم يستجيب لـ ندائها ..
> الكل مشغول بهواياته وواجباته المدرسية وعوالمه .. ،
> وضعت " الأم " يدها على خدها ..
> وعادت بها الذاكرة إلى أيام كانوا صغاراً يتوسدون ركبتها
> وينامون على صدرها ويتحلقون حولها عند تناول الوجبات
> واليوم لا أحد يكثرت في أن يشاطرها هذه [الجلسة الطيبة ]
> التي انقرضت عند الكثير من العائلات ..
>
> الإبن الأكبر يقابل الحاسوب وكأنه في حالة معركة مع الدنيا ..
> البنات منشغلات بأحداث الحلقة الأخيرة من المسلسل العربي المشهور ..
> الصغير منسجم مع ألعابه الإلكترونية الحديثة ..
> الأب ينتظر مكالمات ستأتيه من أصحابه المهمين ..
>
> أعادت " الأم " نداءها أكثر من مرة إلى أن تلبسها اليأس والملل
> لا أحد يُقدر مدى تعبها طوال اليوم ..
> لا أحد يدري مدى حاجتها للحوار مع أسرتها ..
>
> إنقطع التيار الكهربائي [ فجأة ] ..
> وقرقعت الأجهزة الكهربائية معلنة حالة توقفها ..
> ساد الظلام .. وساد الصمت والترقب ..
> جاء " الأب " حاملاً شمعة أنارت المكان .. ،
> في هذه اللحظة جميعهم أقبلوا وألتفوا حول " الأم "
> تركوا خلفهم الظلمة والأجهزة الساكنة وأصبحت هذه الشمعة محور إهتمامهم ..
>
> إمتدت أصابعهم لالتقاط قطع الخبز المعجون بالكمون
> انفتحت أكفهم للإمساك بحبات الكاكاوية ..
>
> على ضوء الشمعة أقترب الأبن الأكبر من والده
> وشرح له باستفاضة كل المشاكل التي يعانيها في عمله الجديد ..،
> الأبنة الكبيرة حدثت والدها عن مشروع تخرجها ..،
> الصغار شاركوا وقالوا كلاماً كثيراً ..،
>
> [ أنتبـه ] الأبن الأكبر إلى أن " أمه " لم تأكل أي شيء ..
> وعندما سألها أجابت أن أسنانها ماعادت صالحة والفك به بعض الالتهابات ..
>
> للمرة الأولى يعلم البن الأكبر أن " أمه " تعاني من مشكلة ما ..
> إقترب وأمسك بيدها والقليل من تأنيب الضمير دعاه
> لأن يسألها منذ متى وهي تعاني من هذه الآلام .. ؟
>
> وكان هذا السؤال بحد ذاته كافياً لأن يجعلها تستريح .. !
> بدأت الشمعة تذوب والحوار لا زال على أشده ..
>
> مضى الوالد .. ربما لـ يأتي بشمعة أخرى .
> إلا أن التيار الكهربائي سرعان ما عاد ..،
> وسرعان ما عاد كل واحد إلى جهازه .
> وبقى على " الأم " أن تستشعر استمتاعها بهذه [ اللمـة ]
> التي باتت تفتقدها مع الأيام ..
> الأسرة عاشت تقاربها الذي حققه هروب التيار .. كما يعتقد الجميع ..
> ولا أحد يعلم أن الوالد هو الذي أطفأ التيار وهو الذي أعاده ..