عندما تسافر للخارج، وعندما يعلمون أنك مصرى فوراً يخطر ببالهم، التاريخ والأهرامات أبو الهول والمعابد وعصر الفراعنة، ولا أحدا نراه يتكلم عن حاضرنا فلو سألتهم ماذا تعـلمون عن مصر الآن؟ فسيكون الرد لانعلم شيئاً.
لماذا فعل أجدادنا كل شىء، ولم نفعل نحن شيئا؟ هل جيناتنا الوراثيه اختلفت عن أجدادنا؟ هل دخلت فى هذه الجينات صفات جديدة كالتواكل والكسل والبلادة؟ هل تعاقب الحضارات المختلفة على مصر أفسد هذه الجينات هل وهل وهل؟
فلا شىء نفعـله الآن نفتخر به، فعندما تظهر موهبة عـلميه أو ثقافية تدفن فى التراب، وعندما تخرج نفس الموهبة إلى الخارج تجدها تتلألأ فى السماء وتصل لأرقى وأرفع المناصب الدولية، فهل أرضنا أصبحت طاردة لكل عقل يفكر وأصبحت تربة جرداء لا يفيد معها الإصلاح!؟
هل المصرى أصبح ماضيا بلا حاضر ولا مستقبل؟ فلو نظرنا إلى باقى الحضارات الأخرى فسنجد:
حضارة مماثلة لنا مثل الصين، نجدهم يعـتزون بماضيهم وينهضون بحاضرهم، لا يرتكنوا إلى الماضى ولا ينسوا الحاضر، فحققوا المعادلة الصعبة تاريخ عظيم ومستقبل كريم.
فدوله مثل الصين لها نفس مشاكلنا وأقل من مواردنا فنحن ليل نهار نصرخ من زيادة السكان، فأين نحن من عدد سكان الصين، ولكن الفرق أنهم نجحوا فى استغلال الطاقة البشرية وأعطوا فرصة لكل عقل يفكر وكل يد تعمل، أنهوا الفساد وبدأوا عصر النهضة، فأصبحت منتجاتهم فى كل أنحاء المعمورة ووصلوا للفضاء الخارجى بعقولهم وليس بالاعتماد على غيرهم.
وأوروبا التى عاشت عصوراً من الجهل والظلام أين هى الآن؟ فقد استفادت من كل الحضارات وأضافت إليها وطورتها وأخذت من مبادئ الإسلام، أن العمل عبادة وحب الوطن فرض، فأصبحوا السادة ونحن التابعون وأصبحوا المحسنين ونحن الفقراء وأصبحوا الأقوياء ونحن الضعفاء.
وأمريكا التى لا يتعدى عمرها على مائتى سنة، فهى الآن الدولة الأولى فى العالم فتحت أراضيها للعقول المهاجرة وأعطت لهم الإمكانيات والمال والاستقرار فـنبغـوا وبهروا العالم باختراع تلو الآخر
أين نحن من كل هؤلاء، لماذا خطواتنا مقيدة وعقولنا شاردة وأصبحنا مستوردين حتى لرغيف العيش.
وليل نهار أمام الفضائيات والسماوات المفتوحة حتى أصبحنا نستقبل ولا نرسل ندرس ولا نتعلم نمد أيدينا لنأخذ ولا نجهد أنفسنا لننتج.
هذا هو حالنا
فكيف يحترمنا الآخرون ونحن لا نحترم أنفسنا.
بقلم :
الأصـــــالة العربية
منقوووووووووووووووووووووووول