عندما يقف فنان مهم بحجم عمرو دياب على المسرح، فإن أقلّ ما يمكن أن نتوقّعه من جمهوره أن يرميه بالورود وبالكلمات الجميلة. لكننا أحياناً كما نفاجأ بردود أفعال الفنانين، نفاجأ أكثر بجمهورهم الذي كثيراً ما يرتكب الأخطاء بحق نجمه المفضّل. ففي حفله الذي أُقيم مؤخراً في دبي، إستطاع دياب أن يحقّق مقولة «الفن أخلاق» لأنه امتصّ أخطاء جمهوره بصدر رحب، وسمح لهم بالتمادي بابتسامة عريضة ليثبت أنه نجم حقيقي.
كان من المفترض أن يصل الفنان عمرو دياب إلى حفله تمام الساعة العاشرة، إلا أنه تأخّر ساعة ونصفاً بسبب حادث سيارة أغلق الطريق إلى الفندق، ومع أن الجمهور بدأ بالمطالبة بصعود نجمه المفضّل منذ العاشرة والنصف، إلا أن متعهّد الحفل لم يكن قادراً على فعل شيء. وصل عمرو دياب تمام الحادية عشرة والنصف وانطلق مسرعاً من السيارة إلى المسرح، حيث علمت الفرقة بوصوله وبدأت بعزف أغنيته ما أن توقّفت السيارة، وحتى مقدِّمة الحفل لم تستطع تقديم دياب بسبب ضيق الوقت. وما إن صعد دياب إلى المسرح حتى هلّل له الحضور فرحاً به، وبدأ يردّد معه أغنياته متجاوباً بشكل كبير، إلا أن فئة منهم كانت حاضرة بهدف التخريب وليس الفرح. فبعد الأغنية الأولى، وقف دياب مرحّباً بالحضور واعتذر عن التأخير، ثم بدأت الفرقة بعزف أغنية جديدة. وخلال لحظات، رمى أحد الحاضرين حجراً من الطوب صوب دياب، لكنه لم يُصبه وإنما جاء قريباً منه. عمرو تلقّف الحجر بابتسامة عريضة قائلاً: «إحنا جايين نهرج وإلا نغني؟ طيّب، أنا هوريكو إن إحنا جايين نغني». وأمام بعض التصرّفات الأخرى التي صدرت عن جمهور، لم نتوقّع أنه جمهور دياب كونه صار يهزج بكلمات نابية بين الحين والآخر، وفي أحيانٍ كثيرة يحاول إثارة جلبة، إلا أن محاولتهم في تخريب الحفل لم تنجح.
عمرو بعد الحفل
إنتهت فقرة عمرو دياب حوالي الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، وهنا لم يقبل عمرو دياب بأخذ صور تذكارية مع جمهوره لأنه هجم عليه بشكل مزعج، لكن دياب عوّضها في الـ cavali club حيث رافقته «سيدتي» من حفله إلى هناك.
وقد انضمّ إلى طاولته الممثل المصري محمد كريم ومجموعة من الأصدقاء، وما إن جلس دياب حتى بدأ بالتقاط صور مع معجبيه من مختلف الجنسيات العربية والغربية. وأمام إلحاح جمهوره، أوقف النادي موسيقاه ليغنّي دياب بطريقة البلاي باك «حبيبي يا نور العين» ثم «وياه». بعدها، عاد الـ DJ لوضع أغنيات غربية أخرى تفاعل معها دياب ورقص على موسيقاها. وما إن عاد عمرو إلى طاولته حتى هرع الجمهور مرّة أخرى لالتقاط الصور، لكنه اعتذر منهم بعد أن شعر بضيق تنفّس جرّاء عطلٍ ألمّ بمكيّف النادي ووجود الكثير من الناس حوله. عندئذٍ، طلب دياب من كل الذين يجلسون معه حول الطاولة أن يدخّنوا بعيداً عنه قائلاً: «أرجوكم اللي عايز يشرب سجاير يشربها بعيد عني .. عايز آخد نفس». ثم شرب عمرو بعض عصير البرتقال، وكأساً من الماء مع الثلج، وعاد ليلتقط الصور مع جمهوره. بعد ذلك، غادر النادي تمام الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل، بعد أن شعر بالتعب.